هو اضطراب قلق بسببه يكون الشخص الذي عادة قادر على التحدث لا يتحدث في مواقف محددة أو لأناس محددين.يرافق هذا الاضطراب عادة خجل أو رهاب اجتماعي. يبقى من يعاني من هذا المرض صامتا حتى لو ترتب على صمته العار أو النبذ الإجتماعي أو حتى عقوبات.
يختص الخرس الاختياري بحكم تعريفه بما يلي:
•الفشل المستمر في التحدث في مواقف اجتماعية محددة (والذي يتوقع التحدث فيها مثل المدرسة) بالرغم من القدرة على التحدث في مواقف أخرى.
•يعيق هذا الاضطراب الإنجاز التعليمي أو المهني أو التواصل الاجتماعي.
•المدة الزمنية لهذا الاضطراب هو شهر واحد على الأقل (لا تقتصر على الشهر الأول من المدرسة).
•الفشل في التحدث ليس بسبب انعدام في معرفة اللغة المحكية المطلوبة في الموقف الاجتماعي.
•هذا الاضطراب لا يعتبر اضطرابا في التواصل (مثل التأتأة) ولا ينحصر حدوثه خلال مسار اضطراب النمو المتفشي مثل الانفصام في الشخصية أو أي اضطراب ذهاني آخر.
يرتبط الخرس الإختياري بشدة مع اضطرابات القلق و تحديداً مع اضطراب القلق الاجتماعي. يعاني في الواقع غالبية الأطفال المشخصين بالخرس الاختياري من اضطراب القلق الاجتماعي (100% من المشاركين في دراستين و97% منهم في دراسة أخرى). لذلك، يتوقع بعض الباحثين أن الخرس الاختياري من الممكن أن يكون استراتيجية تهرب يستخدمها بعض الأطفال المصابين باضطراب القلق الاجتماعي للحد من محنته في المواقف الاجتماعية.
يمكن أن يحصل التباس أحيانا بين الخرس الاختياري واضطراب طيف التوحد، خصوصا مع الأطفال الصغار ، خاصة إذا كان الطفل يبدو عليه الانطواء خلال وجوده عند خبير التشخيص وهذا قد يؤدي إلى معالجة خاطئة. بالرغم من أن المصابين بالتوحد من الممكن أن يكونوا أيضاً صامتين، إلا أن هنالك سلوكيات تميزهم عن الاطفال المصابين بالخرس الاختياري مثل الضرب باليد و سلوكيات متكررة و الانعزال الاجتماعي حتى بين أفراد العائلة (مثل عدم الاستجابة دائما للنداء بالاسم)-. بعض المصابين بالتوحد قد يكونوا صامتين اختيارياً بسبب قلقهم في مواقف اجتماعية لا يفهمونها بشكل كامل. إذا كان الخرس سببه الرئيسي اضطراب طيف التوحد، فلا يمكن تشخيصه كخرس اختياري.
الخرس الاختياري يمكن أن يرافقه اضطراب نقص الانتباه أو يتسبب بظهور الطفل وكأنه مصاب به.
يظهر الكثير من الناس الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه بشكل مفرط القليل من الاهتمام أو عدمه بالاخرين. المصابين بهذا الاضطراب يظهرون وكأنهم "فضائيين" أو "في عالمهم الخاص بهم"، وممكن أن يكون لديهم استجابة متأخرة للمحفزات الاجتماعية. كما أن الأطفال المصابين بالخرس الاختياري، خصوصاً عندما يعانون من قلق اجتماعي حاد، يمكن أن يكشفوا عن هذه السلوكيات أيضا، بالاضافة إلى أنهم شديدي الحساسية وممكن أن يتشتتوا خلال مهمة يعملونها بأيديهم بسبب مدخلات حسية أو قلقهم.
الوصف
لدى الأطفال والراشدين المصابين بالخرس الإجتماعي القدرة الكاملة على التحدث وفهم اللغة ولكن قد يفشلون في التحدث في حالات معينة مع أن التحدث متوقع منهم. قد يدرك الأخرين التصرف على أنه خجل أو وقاحة. قد يكون الطفل المصاب بالخرس الإجتماعي صامتا لأعوام في المدرسة ولكن قد يتحدث بحرية كبيرة أو حتى بإفراط في المنزل. هناك اختلاف تدريجي بين الأشخاص المصابين بهذا الإضطراب: بعض الأشخاص يشارك كلياً في الأنشطة ويظهر أنه اجتماعي ولكن لا يتحدث إليهم، والبعض يتحدث لزملائه فقط ولكن لا يتحدث للبالغين، والبعض يتحدث للبالغين عندما يسألون سؤالاَ يتطلب جوابأ قصيراً ولكن لا يتحدثون أبداً للزملاء والبعض الآخر لا يتحدث لأحد ويشارك قليلاً في الأنشطة التي تقدم لهم.هناك خرس أكثر حدة يعرف "بالخرس المتقدم" حيث يتطور هذا الإضطراب ويصبح الشخص غير قادر على التحدث لأي شخص وفي أي حالة حتى مع أفراد العائلة المقربين.
أعراض أخرى
الخجل والقلق الإجتماعي والخوف من الحرج الإجتماعي والإنعزال الإجتماعي والإنسحاب.
الصعوبة في المحافظة على التواصل البصري.
عدم القدرة على التعبير وعدم الإبتسام.
الحركات المحرجة والجامدة.
الصعوبة في التعبير عن المشاعر حتى لأفراد العائلة.
الميل للقلق بكثرة مقارنة بالأشخاص الآخرين ممن هم في نفس العمر.
حب الروتين وكره التغيير.
التحسس من الأماكن الصاخبة والمزدحمة.
ومن الجانب الإيجابي،فإن الأشخاص المصابين بهذا الإضطراب لديهم:
مستوى ذكاء أعلى من المتوسط ويحبون البحث ولديهم القدرة على الفهم.
الإبداع وحب الفنون والموسيقى.
التعاطف والإحساس بمشاعر وأفكار الآخرين.
الإحساس القوي لمعرفة الصواب والخطأ.
المسببات
العلاج
خلافاً للإعتقاد الشائع فإن الأشخاص المصابين بهذا الإضطراب لا يتحسنون بالضرورة مع التقدم في العمر .يعتبر العلاج الفعال مهما للطفل حتى يتطور بشكل صحيح، فعدم معالجة هذا الإضطراب يمكن أن تؤدي إلى اكتئاب مزمن و قلق متزايد ومشاكل اجتماعية وعاطفية . وبناءً على ذلك فإن معالجة هذا الإضطراب في سن مبكرة يعتبر مهماً جداً ،وإذا لم تتم معالجته فإن هذا الإضطراب قد يميل إلى أن يكون ذاتي التعزيز.
النمذجة الذاتية يُجلب الطفل المصاب إلى داخل الصف أو البيئة التي لن يتحدث فيها الطفل ويتم تصويره. أولاًـ أحد الوالدين أو شخص يرتاح الطفل في التحدث معه، يستبدل الملقن ويسأل الطفل نفس الأسئلة، ولكن هذه المرة يحاول الحصول على استجابة لفظية. يتم تحرير أشرطة الفيديو للإثنين معاً ليظهر الطفل وهو يجاوب على الأسئلة التي طرحها المعلم أو بالغ آخر. يشاهد الطفل اليفديو على مر عدة أسابيع، وكل مرة يرى الطفل نفسه يستجيب لفظياً على المعلم أو البالغ، يوقف الشريط ويُعطى الطفل تعزيز إيجابي على هذا التصرف. أشرطة الفديو هذه يمكن أن تُعرض على زملاء الطفل المصاب حتى لوضع توقعات لدى أقرانهم أنهم يستطيعون التحدث. وبهذه الطريقة، يتعلم الزملاء سماع صوت الطفل، وإن كان ذلك من خلال التحرير، ويكون لديهم الفرصة ليشاهدوا الطفل يجري محادثة مع المعلم.
المحفزات الغامضة
التحفيز الغامض غالباً ما يقترن مع النمذجة الذاتية. يوضع ظرف في صف الطفل في مكان ظاهر و يُكتب اسم الطفل عليه مع علامة استفهام. بداخل الظرف يوجد غرض يتيقن والدي الطفل أنه يتمنى الحصول عليه. يُقال لهذا الطفل أنه إذا طلب الحصول على الظرف بصوت عالي بشكل كافي ليسمعه معلمه وزملائه، سوف يحصل على هذا المحفز الغامض.
التحفيز المتدرج يمكننا أحضار المصابين داخل بيئة متحكم فيها مع شخص يتواصلون معه بسهولة. وتدريجياً يتم إدخل شخص آخر إلى داخل الموقف. مثال على هذا هو تقنية الإنزلاق، والذي فيه يتم إدخال شخص جديد تدريجياً إلى داخل المحادثة الجماعية. هذا يمكن أن يأخذ وقتاً طويلاً لأول شخص أو شخصين يتم إدخالهم ولكن قد تصبح أسرع بينما المريض يبدأ أن يشعر بالارتياح مع هذه التقنية.
مثال على هذا، ممكن أن يكون الطفل يلعب لعبة مع فرد من العائلة داخل صف مدرسي. يدخل المعلم بالتدريج ليلعب أيضاً. عندما يبدأ الطفل يتأقلم مع وجود المعلم، عندها يدخل قرين ليكون جزء من اللعبة. يتم إدخال كل شخص فقط إذا استمر الطفل بتفاعل لفظياً وبشكل إيجابي.
الحساسية يتواصل المصاب بطريقة غير مباشرة عن طريق الإيميل مثلا، والرسائل الفورية (رسالة نصية، مقطع صوتي،أو فديو)، والتسجيلات الصوتية أو البصرية، مع شخص يخاف التحدث إليه، والتحدث أو الهمس إلى وسيط بحضور الشخص المستهدف. هذا قد يجعل المصاب أكثر ارتياحاً لفكرة التواصل مع هذا الشخص.
التشكيل يتم تحفيز المصاب تدريجياً على التحدث. أولاًـ يبدأ تعزيزه على التفاعل بشكل غير شفهي، ثم على نطق أصوات معينة (مثل، الصوت الذي يصدره كل حرف من الإبجدية) بدلاً من الكلمات، ثم على الهمس، واخيراً على النطق بكلمة أو أكثر.
المباعدة التباعد مهم دمجه، خصوصا مع النمذجة الذاتية. ثبت أن استخدام التدخل المتكرر والمتفرق هو الأكثر نفعاً في التعلم على المدى البعيد و مشاهدة أشرطة فيديو للنمذجة الذاتية يفضل أن تكون على فترات زمنية متفرقة على 6 أسابيع تقريباً.
العلاج بالأدوية يعتقد العديد من الأطباء أن هنالك أدلة تشير إلى أن مضادات الاكتئاب مثل SSRI (مانع امتصاص السيروتونين الانتقائي) يمكن أن تساعد في علاج الأطفال والبالغين المصابين بالخرس الاختياري وحتى أن الأدوية أساسية للعلاج الفعال. تُستخدم الأدوية لتخفيض مستوى القلق لتسريع عملية العلاج واستخدامها ممكن أن يتوقف بعد فترة من تسع إلى اثنا عشر شهراً، بعد أن يكون قد تعلم المصاب مهارات ليتأقلم مع القلق وبدأ يشعر بارتياح أكبر في المواقف الاجتماعية. وتستخدم الأدوية غالباً للأطفال الأكبر سناً، المراهقين، والبالغين الذي أدى قلقهم إلى الاكتئاب ومشاكل أخرى.
لا تعتبر الأدوية، عند استخدامها علاجاً كاملاً للشخص مصاب بالخرس الاختياري. يجب على المريض وخلال تعاطيه الأدوية، أن يخضع للمعالجة ليتعلم كيف يسيطر على قلقه وياواجه الحياة بدون أدوية. تم استعمال مضادات الاكتئاب بالإضافة إلى النمذجة الذاتية و التحفيز الغامض ليساعد في العملية التعليمية.
المصدر:
الموسوعة الحره ويكيبيديا
------------------------------------------------------------
لجلسات التخاطب والعلاج السلوكي يمكنك زيارة🔻
رئيس قسم التخاطب بمستشفى المعلمين بسوهاج
أخصائي التخاطب وتعديل السلوك / محمد شافعين الأنصاري
بكل من:
🌏مجمع المصطفى الأسلامي مركز بطهطا محافظة سوهاج.
🌏جمعية ابن رضي بطهطا مركز طهطا محافظة سوهاج.
🌏مستشفى المعلمين بشارع الزهراء بمدينة سوهاج.
للتواصل / ٠١٢٨٦٨٧٤١٩٦ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق